تقف تركيا اليوم على عتبة مرحلةٍ من التطور السياسي والاقتصادي، حيث تمخضت عملية التحول الديمقراطي عن إقرار الانتقال إلى نظام الحكم الجمهوري الرئاسي، وتتقدم تركيا حاليا بخطى حثيثة في غمار مرحلة سياسية جديدة تعد من المراحل الأهم في تاريخها نحو تطبيق كامل للنظام الرئاسي مغادرة النظام البرلماني مع الانتخابات الرئاسية القادمة بعد أن أسفرت نتائج التصويت على التعديلات الدستورية في 16 نيسان 2017- عن قبول تلك التعديلات. ويسلط هذا الكتاب الضوء على حقيقة النظام الرئاسي في تركيا وأبعاده الأساسية خاصة السياسية والدستورية والاجتماعية من خلال طرح موضوعي وواقعي يركز على الاحتياج الفعلي الذي أوجب على تركيا التحول نحو النظام الرئاسي والذي يتمحور بشكل أو بآخر حول الاستقرار السياسي وإلغاء الوصاية التي كان يتوفر لها غطاء في الدساتير السابقة. ومن خلال المساهمات الثرية التي يجمعها الكتاب بين دفتيه نتمنى أن يقدم الكتاب للقارئ إضافة جيدة في فهم ضرورات التحول للنظام الرئاسي التركي من وجهة نظر أكاديمية وسياسية بالإضافة إلى رسم صورة متكاملة للكفاح الذي تم ولا يزال في تركيا من أجل الانتقال للنظام الرئاسي وتحقيق أكبر قدر من الاستقرار.أخرى