في هذا الكتاب يمارس عالم الاجتماع الشهير زيجمونت باومان الكتابة الشذرية. والكتاب، كما يتضح من عنوانه، لا يركز على اليوميات الشخصية الذاتية، بل يمزج الشذرات الشخصية بالقضايا الاجتماعية والفلسفية الكبرى التي تشغل الإنسان المعاصر: فلسفة التكنولوجيا الحديثة، ومشكلة اللَّاجئين، وانفصال السُّلطة عن السياسة والأخلاق، وفلسفة التاريخ.ورغم الطابع الشذري لهذه اليوميات، ثمَّ خيط ناظم لمختلف الموضوعات التي يتطرق إليها باومان؛ إذ يمكن الوقوف فيها على عناصر الوحدة بين الكثرة، وإن بدت الأفكار متشعبة. فوراء القضايا الاجتماعية المتنوعة والمترامية التي يناقشها باومان يتبدَّى نقد الحداثة ومآلاتها المختلفة، لا سيما حالة السيولة التي تضرب مجالات الحياة بأسرها.