وضع على قطعة الخبز الأولى شرائح الجُبن، وعلى الثانية اللانشون، كان يخجل أحيانًا من أنه يتناول طعام العشاء وهو يشاهد في التلفاز أشخاصًا ماتوا رميًا بالرصاص، أو جثث ضحايا زلزال أو سقوط طائرات، هنا حذاء شخص راح ضحية عملية انتحارية، وهناك جثث ضحايا وباء بعد أن وضعوها في أكياس ورصوها بعضها بجوار بعض في قبر جماعيّ، ظل حتى اليوم يشعر بالخجل، ويستمر في الأكل، كما كان يفعل دائمًا، لقد فهم منذ طفولته معنى الأزمة، ولكن لا داعي لأن يدفعه اليوم شخصٌ يائس قرر الإضراب عن الطعام إلى أن يموت هو أيضًا جوعًا، هذا ما كان يُحدث به نفسه، وإن فعل فلن ينفع ذلك – أيضًا – الشخص المُضرِبَ عن الطعام