موجبات تجديد أصول الفقه
In stock
أخذ المسلمون طريقهم إلى التدهور الحضاري منذ أزمان بعيدة حتى انتهى بهم المطاف إلى أن وجدوا أنفسهم أمام فجوة رهيبة بين واقعهم الإجتماعي وإسهامهم الحضاري من جهة، وبين الواقع العالمي الجديد بسائر تجلياته وأنماطه من جهة أخرى.
فقد بزغ الواقع المعاصر ونما في حين غفلة من المسلمين، حيث لم تكن أنماطه الإجتماعية والحياتيه ومنجزاته العلمية والتكنولوجية من إنتاجهم وإسهامهم المباشر، بل لم تتطور معه مناهجهم المعرفية والفكرية، فخرج الوضع عن السيطرة وأخذ المسلمون يعالجون القضايا معالجة تلفيقية على غير هدى من منظومتهم القيمية الكبرى.
وأمام الفارق النوعي بل والأنطولوجي بين مجتمعات الأمس واليوم، لم يعد في وسع المناهج الفقهية والفكرية الموروثة أن تحقق أمراً ذا بال في سد الهوة بين المنظومة القيمية الإسلامية كمثال منشود، والعالم المعاصر كواقع مشهود، وقد دأبت جهود الإصلاح منذ ما يُقارب القرنين من الزمن تعمل على ترقيع وضع الأمة الإسلامية في مختلف الميادين، ومنها ميدان علم اصول الفقه، بإعتباره عاملاً مهماً لتوجيه حركة الإجتهاد نحو صناعة الحلول لمعالجة تحديات العصر، والنهوض بالمسلمين من حالة التخلف والتبعية إلى حالة التعمير والتأثير.