علم الاجتماع التربوي المعاصر
In stock
فمن مجموعة الأفراد الإنسانيين يتشكل المجتمع، ومن تجمع هؤلاء الأفراد أو البشر، فإنهم يدخلون في علاقات من أجل إشباع حاجاتهم المادية والروحية. ومن تفاعل هؤلاء البشر فيما بينهم، وبينهم وبين البيئة الطبيعية؛ تنشأ الثقافة. وكون الثقافة لا ترى إلا في عقول أعضاء المجتمع، وفي سلوكياتهم وفي علاقاتهم بين بعضهم البعض، فإن أعضاء المجتمع هم حملة الثقافة التي تستمد جميع صفاتها من شخصيات أعضاء المجتمع، ومن تفاعل تلك الشخصيات، وبالتالي لا مجتمع بدون ثقافة، والعكس صحيح. غير أن تكون شخصيات أبناء المجتمع، وتكون هذا المجتمع، وتكون الثقافة في هذا المجتمع مرهون أو مشروط بالتربية بكل أشكالها. فمن تجمع أبناء المجتمع تنشأ التربية بالضرورة؛ لضبط عمليات التفاعل الاجتماعي وتنظيمها بينهم؛ لنقل أعضاء المجتمع من كائنات بيولوجية إلى شخصيات إنسانية مندمجة مع الجماعة والمجتمع؛ وعلى ذلك فالتربية أساس وجود الإنسان وقيام المجتمع.