عندما دعا البابا رجال أوروبا المسيحية لحمل الصليب لتحرير القدس من قبضة "الكفار"، استجاب لندائه الكثيرون ومنهم القسيس فوشيه دو شارتر. وقد انضم فوشيه إلى الحملة الأولى التي انتهت باحتلال القدس ثم قضى بقية حياته في القدس، حيث كتب تاريخه هذا، إلى أن انقطع عن الكتابة عام 1127م وربما توفي في ذلك العام عن عمر يناهز الثمانية والستين عاماً.من المراجع أن فوشيه ولد في شارتر في فرنسا حوالي هام 1058م أو 1059م ولا نعرف شيئاً عن مستهل حياته هناك إلى أن شارك في الحملة الصليبية وأدرك الأهمية التاريخية للأحداث التي عاشها فابتدأ في تدوينها. وقد رافق الحملة الصليبية التي غادرت شارتر إلى أن انضم إلى بلدوين الأول حين انشق هذا عن الجيش الرئيسي في آسيا الصغرى وزحف بمجموعة صغيرة شرقاً عبر الفرات وأسس إمارة الرها الصليبية عام 1098م. وبقي هناك مدى عامين إلى أن تولى بلدوين عرش القدس بعد وفاة أخيه جودفري. وكان فوشيه قسيس بلدوين الخاص ورافقه في حروبه وأسفاره، ومن المحتمل أنه كان مستشاراً له.يقع تاريخه في ثلاثة كتب. يبدأ الكتاب الأول بمجلس كليرمونت وخطبة الباب التاريخية وينتهي بوفاة جودفري أمير القدس. ويبتدئ الكتاب الثاني باعتلاء بلدوين الأول عرش القدس ووصف الأحداث التي جرت إلى وفاته في العريش. ثم يبتدئ الكتاب الثالث باعتلاء بلدوين الثاني عرش القدس إلى أن ينتهي فجأة عام 1127. ومن المرجع أن فوشيه توفي في ذلك العام أو أصيب بمرض أقعده عن الكتابة.