بلاغة الإعجاز وحدود التأويل
In stock
يتناول هذا الكتاب موضوع “الإعجاز القرآني”، سعيًا إلى الكشف عن اختلاف الدّارسين حول “مفهوم الإعجاز وموضعه”. وإذا كانت بعض الدراسات المنصِفة قد أقرت بوجود الإعجاز، وتجليه في وجوه عديدة، دعمت بها آراء التراثيين، مراعية الجانب المقدس من القرآن الكريم، بوصفه إمكانًا لا ينضب على التفسير والتأويل، ومحاولة استقصاء الجوانب الفنية والخصائص الجمالية التي تبرز تفرد نظامه البنيوي المعجز، فقد دعت دراسات أخرى إلى إعادة قراءة النص القرآني، مستندة في ذلك إلى جانبين: يتمثل الجانب الأول في نقد التراث التفسيري في فهم القرآن الكريم، وقطع الصلة معه؛ لأنه أصبح في نظرها عاجزًا عن تلبية مقاصد النص والإحاطة بها، في حين يتمثل الجانب الثاني في الاستعانة بمناهج علمية وأدوات إجرائية معاصرة في قراءة النص القرآني، لذلك استدعت آليات معرفية، تقوم على التأويل والتفكيك، مستعيضة بها عن الآليات الموروثة. لم تقف الدراسات المعاصرة عند الجوانب الفقهيّة والكونية والنّحوية والبلاغية التي تناولتها الدّراسات الموروثة، بل تعدّتها إلى منهجيّة تجديدية لقراءة النّص القرآني، في خطوة منها لإحداث قطيعة معرفيّة مع التّراث، واجتهاد يساير العصر ويواكبه. فقد حاول هؤلاء المؤوّلة المعاصرون بلورة مفهوم جديد للإعجاز القرآني؛ وفق جدليّة اللغة والثقافة السائدة في عصر نزول الوحي وبعده، وعلاقته بالنّصوص الأخرى في هذه الثقافة، بناء على “التّباين”، أو “التفوّق اللغويّ” من حيث هو تجلٍ أسلوبي؛ لذلك سنجد في الدراسات الاسلامية المعاصرة الحديث عن “حدود التأويل “، والدعوة إلى انفتاحه.