يتعرض ضابط طيار في الجيش الكويتي لحادث عندما كان يقود سيارته الروسية التي تُصرف للطيارين الكويتيين الذين كانوا في دورة تعليمية في منطقة نائية، ترافق الطيار عمر زوجته نورة التي فتحت عينيها لتجد نفسها من مستشفى روسي والطبيب يقول لها: أهلاً بعودتك بعد يومين من الغيبوبة.عند هذه اللحظة السردية تبدأ رواية "الورد الأسود" لتحكي قصة "عمر" الذي سيجد نفسه بعد الحادث في عالم آخر، لا يشبه عالمه الدنيوي، وهو يسأل نفسه "أين هو وما الذي حصل له؟"، ينظر إلى الوجوه، كأنهم من العصور الوسطى، والجميع لا أحد منهم يعلم كيف وصلوا إلى هذا المكان معلقين بحبال!!..."البعض يقول إننا متنا وهذه هي الحياة الأخرى... وإننا نسينا حياتنا السابقة فلا نذكر منها إلا المعلومات التي اكتسبناها فيها بالإضافة إلى معلومات معينة" هذا ما قاله الكاهن الهزيل الذي وقف أمام "عمر" وهو يحمل مشعلاً، ويشرح له طبيعة هذا العالم الذي يتألف من دور علوي يعيش فيه البروتستانت واليهود، وعالم سفلي يعيش فيه المسلمون.ينقسم هذا العالم إلى نصفين، نصفهم عبيد والنصف الآخر بالسجن مع الزاهد، وجماعة اللحى الطويلة، ولسان حال "عمر" يقول "أين أنا؟ وكيف أخرج من هنا؟".عبر هذا الخطاب يحمل كاتب رواية "الورد الأسود" من مفهوم الكتابة "لازمنياً" وخارج التحقيبات، ما يعني أن الزمن الآخر الذي ترومه الرواية هو زمن قائم ودائم أبداً لا ينقضي، فيكون زمن القصة هو اللازمن نفسه أي (بداية التاريخ)، ثم هو أيضاً من الأحلام المجهضة (الزمن الحاضر)، والناس منقسمين بين الزمنين ولكل زمن قوانينه ورموزه.ففي هذه الرواية الفريدة في الشكل وفي المضمون إحالات إلى فضائح النظام العالمي الجديد والمنظمات السَّرية التي تدير العالم، والصراع بين الأديان، والإرهاب، والوعد بظهور مخلّص لهذا العالم الرديء.