نغوجي واثيونغو ( جيمس نغوجي ) كاتب كيني . ولد عام 1928 في « ميرو » بالإقليم الأوسط ، قرب نايروبي . في السادسة من عمره دخل إحدى مدارس البعثة التبشيرية . ثم مدرسة « غيكويو » حيث استمر حتى عام 1955 ، ماعدا الفترة الواقعة بين 1948 - 1950 إذ توقفت الدراسة في جميع أنحاء كينيا إثر نشوب ثورة « الماو ماو » ضد الاستعمار البريطاني . في عام 1955 التحق بمدرسة « اليانس » العليا . وفي عام 1959 انتقل إلى جامعة ماكيريري في « كمبالا » عاصمة أوغندا . وبعد تخرجه عام 1964 عمل في جريدة يومية تصدر في نايروبي . بعد ذلك سافر إلى بريطانيا لإكمال دراسته في جامعة « ليدز » . في عام 1967 عاد إلى وطنه ليعمل محاضراً في جامعة نايروبي . ثم رئيساً لقسم الأدب في الجامعة ذاتها . وها نحن نقدّم روايته الرابعة « النهر الفاصل » . حيث يواصل فيها مسعاه في معالجة قضايا شعبه ، وموقفه من التراث الديني والأخلاقي ، ومعركته ضد الاستعمار . في هذه الرواية يحرص واثيونغو على أن يعرض لنا صورة واقعية اللصراع في معانيه المتعدّدة . لذلك يلجأ إلى استعارة الكثير من الرموز التاريخية ، الإفريقية والمسيحية ، ويوظفها في نسيج في حي . واياكي » بطل الرواية ، الشاب ، ليس بطلاً أسطورياً كما يبدو ، بل هو بطل واقعي ، نشأ في ريف غيكويو الذي يتعرّض للغزو والانتهاك . إنه سليل شخصيات ذات شأن مهم في التاريخ الإنساني لإحدى القبائل الكينية . شخصيات قاومت الظلم والاستبداد . لذلك ينهض « واياكي » بمهمة مقاومة المستوطنين البيض الذين قدموا إلى كينيا بملابس كالفراشات » . فيشرع واياكي في إجراء حركة تجديد فتية ، تتجاوز القبلية والإقليمية والعنصرية ، وتعتمد على الثقافة والتعليم كسلاح في مواجهة الاستعمار والتخلف والقهر والاستلاب . حركة تستلزم التعاضد والتكاتف والوحدة في وقت تتبعثر فيه الجهود بالنزاعات والانقسامات ، تلك التي تضاعف الهوّة القائمة بين جماعتين من قبيلة واحدة ، ومع ذلك يظل هدف البطل الأسمى : التعليم ، الوحدة ، الحرية السياسية .