تشكلت المعتقدات الإغريقية بعد ثلاثة مخاضات كبيرة، بدأ الأول في عصور ما قبل التاريخ من جذور شرقية، ثم شكل الثاني بذرة تلك الديانة في العصور البرونزية، ثم ظهرت الشجرة الوارفة لهذه الديانة في العصر الحديدي وخصوصاً في حقبة الكلاسيكية منه حيث مدينة أثينا عاصمة الحضارة الإغريقية.وفي الحقبة الهيلنستيه أعاد الإغريق عقائدهم الدينية إلى أحضان الشرق وكأنهم ردوا قوس الدائرة الأخير إلى بدايته فاكتملت دورة المعتقدات الإغريقية من الشرق وإلى الشرق.تناولنا في الفصل الأول مقدمة تاريخية في التاريخ السياسي والحضاري للإغريق لكي نعرف الأرضية الزمنية التي سنمشي عليها والتي ستكون مسرح المعتقدات الإغريقية، وبدأنا منذ عصور ما قبل التاريخ ثم تعرفنا إلى الحضارات التي ظهرت في بلاد الإغريق خلال العصر البرونزي وتلمسناها في الساحل الآسيوي (طروادة) وفي جزر البحر الإيجى (الكليكيدس) وفي جزيرة كريت (المينوية) وفي بلاد اليونان (الهيلادية) وتناولنا الأحداث الكبرى لهذا العصر وحرب طروادة وهجرة الدوريين من وسط اليونان إلى شبه جزيرة البلوبونيز وتدميرهم للحضارة الموكينية الآخية.. وهجرات شعوب البحر الإيجية الطابع وتدميرهم للحضارة الحثية.أما الفصل الثاني فقد تناول اللاهوت والمعتقدات الإغريقية ومنها تلك الجذور التي ما قبل الهيلينية ثم العقائد العامة وأنواع عبادة الآلهة، متناولين نزعات التعدد والتفريد والتوحيد (الفلسفي) والإلحاد ثم المؤسسة الدينية الإلهية والكهنوتية والمعابد، وقد حاولنا البحث في طبيعة الآلهة واختلافها وتشبهها بالإنسان والحيوان وقد أسرف الإغريق في تشبيه آلهتهم بالإنسان خصوصاً، وكانت آلهة الإغريق تبدو كما لو أنها تعيش مع البشر وتتصرف مثلهم تماماً. ثم تفحصنا الكون الإغريقي (كوزمولوجيا) ومكوناته في المنظار الديني، وكانت لنا وقفة مطولة مع أنماط محددة من المعتقدات الإغريقية المتصلة بعبادات من نوع معين مثل العبادة الزراعية والسحرية والموتى والأبطال والمدن والجمال، وقد حاولنا كشف محركاتها وأسبابها واتجاهاتها ومبررات شيوعها في مكان أو زمان معينين.أما من العقائد الدينية السرية الخاصة فقد تناولنا أربع عقائد أساسية منها هي الإليوسية (عبادة ديمتر) والديونسيوسية (عبادة ديونسيوس) والساموثراكية (عبادة الآلهة الكبيرة) والأورفية (عبادة أورفيوس وديونسيوس) وهي عبادات يشكل الخلاص جوهرها وتكون مادة الغنوص الإغريقي الذي يأخذ مؤثراته من أصول شرقية تعتمد على عقائد زراعية تموزية تتخذ من الإله الميت (تحت الأرض) شفيعاً لها ومخلصاً لما بعد الموت.وتشكل العقائد الدينية الفلسفية الجانب النخبوي الذكي والمثقف من معتقدات الإغريق، قد تناولنا العقائد الفلسفية الميتافيزيقية والروحية التي لم تقطع صلتها بالدين حتى إذا ما وصلنا إلى أفلاطون أوضحنا عمقه الديني ثم ارسطو الذي أعاد تركيب هيكل أفلاطون وفككه وأعاد تركيبه.وتناولنا كذلك عقائد ما بعد الموت الجنائزية حيث تفحصنا خاصة العالم الآخر عند الإغريق التي تؤدي إما إلى بيت هاديس (الجحيم) أو إلى الإليزون (الفردوس) وعرفنا عالم الروح عند الإغريق وخلودها وتكوينها.وفي الفصل الثالث تناولنا الميثولوجيا الإغريقية وآلهة الإغريق لشكل شامل ونظمنا شجرة كبيرة تضم أقدم وأبعد الآلهة حتى الآلهة الجديدة، وفي أساطير خلق الكون (الكوزموغوينا) بحثنا في أساطير آلهة الهيولي والكون والعناصر الأربعة.. وحاولنا فرز مسمياتها وإعطاء التفاصيل الخاصة بها ثم تناولنا أساطير آلهة الأولمب الآباء وهم (زوس واخوته، بوزيدون، هاديس، هيرا، ديمتر)، ثم أساطير آلهة الأولمب الأبناء وهم (أبولون، أرديس، هيفايستوس، هرمس، ديونسيوس، هرقل، أثينا، أرتميس، افروديت).وناقشنا مفصلاً أساطير خلق الإنسان (الانثربوغونيا) والعصور الأربعة التي مر بها وميثولوجيا أدوار العالم والإنسان. وفي الفصل الرابع تناولنا الطقوس الإغريقية وركزنا بصورة أساسية على الأعياد الدورية الخاصة بالآلهة وأهم مظاهرها، ثم طقوس الموت. أما في الفصل الخامس فقد درسنا المكونات الثانوية لعقائد الإغريق وهي الشرائع الوضعية والأخلاق والأعراف.