في هذا الكتاب حاولت قدر الإمكان أن أوضح رأيي حول القراءة والكتابة الإبداعية، والتفتيش عن محطات النقد والذائقة دون أن أفرض قواعد خاصة، وإنما بالتجول في التجول بين عوالم القرّاء والكتّاب وتدوين ملاحظاتي، عارضاً بعض الاختلافات من وجهة نظر خاصة فيما يمكن أن يتسبب بخلل قد ينتج عنه التشويه، والذي يعرقل من سير عملية الإبداع. حيث عملت على الاقتراب أكثر إلى عالم القراءة والكتابة بطريقة مجهرية لتتضح لدي الحركة التفاعلية بين القارئ والكاتب، بجانب التفاعل بين القراء بعضهم، وبين الكتّاب أيضاً، لأخرج بنتائج مختلفة لا تُفرض على الصواب، وهي نتائج تعني لي بأن كل المحطات في عالم الإبداع لا يعني الوقوف عندها، بل هناك فرصة كبيرة لاتساع عالم الإبداع وفناء كل ما يمكن أن يعرقل نموه. مررت على العديد من المحطات أثناء تجولي في عالم الإبداع، ووجدت بأن الحقائق التي يمكن أن تتسبب في إزعاج الكثير من المارين بها ليست وليدة هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها، وإنما هي قديمة ومتوارثة بطريقتها الخاصة، والتي تجعلنا نتساءل عن سبب غياب دور الأجيال في إظهار الحقائق دون العبث بها، أو اجتناب التصريح بها، وما جاء رفضي الشديد حول بعض الممارسات غير المقبولة ونشر أفكار هشة إلا لأنني أراها لا تعود بالفائدة على عالم الإبداع.