يعالج الباحث الدكتور عبدالله البريدي في كتابه إشكالية الاندماج المجتمعي في الواقع العربي بين أتباع المذاهب السنية والشيعية، ويقصد به الاندماج الحياتي المدني القائم على أسس المواطنة في الدولة الحديثة وليس المعنى الطقوسي والديني، ويعتبر العامل السياسي أكبر المهددات لهذا الاندماج، بالإضافة إلى إشكالية ما يسميه السلفية الطائفية ومهدداتها التي تناولها المؤلف وهي "التصنيف" و"التنميط" و"الهوية" و"التعصب". وفي ستة مباحث يقسم المؤلف عمله بين اقتراح نظرية ونموذج مبدئي في إشكالية التصنيف، وبين استجلاب وتحليل نماذج تطبيقية واقعية من العقلية السلفية، وقد أضاف المؤلف ملحقا مصورا لبعض الممارسات السلفية من الطائفتين. ويعتبر المؤلف الكتاب مساهمة في عقلنة الحراك الفكري العربي عبر نقله من "التراشق المؤدلج" إلى "الحوار الممنهج". كما أنه ليس إدانة فكرية للعقل السلفي بل إثراء نقدي يحاول توجيه النسق الفكري السلفي صوب المشروع الحضاري العربي الإسلامي.