تعد تونس من أكثر بلدان الربيع العربي استقراراً بعد ثورة يناير 2011 إلى الآن، وهذا الاستقرار النسبي سمح لها بالدخول في ديناميكية جديدة، وساعدها في العملية الانتقالية، وبقدر ما كانت التعددية الحزبية في البلد تعاني من الاختناق الكبير قبل الثورة، فقد تبدلت المعطيات بعدها، ومعها تغيرت الساحة السياسية، وفُكت القيود عن التعددية الحزبية.تتناول هذه الدراسة أبرز التيارات الفكرية والسياسية والمذهبية في تونس، وخاصة تلك التيارات الفاعلة وذات الحضور البرلماني من بعد الثورة إلى الآن، ومن باب مقاربة تلك المكونات وإعادة نظمها حسب الفكرة الأكثر قرباً عملت الدراسة على تقسيمها حسب التيارات العريضة؛ يسارية وقومية وليبرالية وإسلامية.