التغير الاجتماعي والثقافي
In stock
يعتبر التغير الاجتماعي من المفاهيم التي احتلت مكانة محورية في بناء النظرية السوسيولوجية المعاصرة بنماذجها المتباينة، حيث ترجع أهمية هذه المكانة إلى أبعاد تاريخية ومعاصرة، إذ يذكر تاريخ النظرية السوسيولوجية أنه منذ قيام فكر التنوير ظهرت الدعوة الجادة من أجل التطور والتقدم. في هذه المرحلة ظهرت تيارات فكرية عديدة، بعضها حاول تشخيص التطور الاجتماعي من حيث عوامله أو قوته الدافعة، أو مساراته، أو طبيعته، أو غاياته التي ينشدها. بينما نظر البعض الآخر إلى حركة المجتمع في التاريخ باعتبارها سعياً حثيثاً إلى المثال الذي ينبغي أن يكون. بيد أنه أياً كانت طبيعة التيارات التي انبثقت عن التنوير، والتي انصب اهتمامها بالتطور أو التقدم فإنه قد توفر لديها إيمان راسخ بأن حركة المجتمع الإنسان في التاريخ تستهدف توسيع نطاق كل ما هو إنساني. إذ تؤدي هذه الحركة إلى اتساع نطاق الحرية، والفكر العقلاني، والمعرفة العلمية، وسيطرة الإنسان على الطبيعة، وهو الأمر الذي افترض ضمنياً أن التغير والتغيير يكون عادة في صالح الإنسان.