موضوع الإرتياب هو بالحقيقة موضوع الشك أو التشكيك بأمر ما، بمعنى ما، بمقصد ما، إلخ... ولكن هذا الشك يحوي بعض الخوف أو بعض القلق مما هو مجهول في هذه الأمور.والإرتياب مضاد تماماً لليقين، ولكن لا يطال مثله مستوى المعرفة والحقيقة المطلقة، هل بالإمكان إعتبار الإرتياب ظاهرة مرضية كونه ينتقل من الإرتياب بالأمور الخارجية لينعكس في النهاية فيصبح إرتياباً بالذات أو بالأنا؟ ربما يحتوي الأمراض النفسية إرتياباً معيناً ولكنها هي من قبيل الهجاس او الخواف وهي أعراض لأمراض أكثر منها أمراضاً فعلية.إن الإرتياب في الواقع ظاهرة تطال كل الناس في ظروف ومراحل معينة، وهي تظهر عندما يوضع الإنسان أمام خيارات لا يعرف تماماً إلى ماذا تؤدي ولا يمكن إسناد أي منها بمؤشر محدد، كأن نجد أنفسنا مثلاً أمام مفترق طرق لا نعرف بالضبط نهايتها، كما لا نعرف إذا كان أحدها يفضي إلى المدينة التي نقصدها؛ يدعى هذا إرتياباً بالقصد أو الغاية، بينما هناك إرتياب بالمعنى أي بدلالة المظاهر وخلفياتها وإرتياب بالقيم وبنتائجها.من هنا أهمية هذا الكتاب الذي يلقي الضوء على جانب أساسي من حياتنا البشرية لأنه يساعدنا على فهم وتفسير تصرفاتنا أمام المجهولات، وما أكثرها!...