حظيت مرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة باهتمام القائمين على إعداد المناهج والمقررات الدراسية، فظهرت الكتب المُطوَّرَة، وكرَّاسات التدريب القرائي والكتابي وأدلة المعلمين، كما ظهرت العديد مِنَ التخصصات التي تعالج بطريقة أو بأخرى سبل التعامل التربوي والتعليمي مع الأطفال في سِنيّ دراستهم الأولى، وهي إشارات إنْ دلت على شيء؛ فإنما تدل على جدوى هذه المرحلة، وأهميتها، مقارنة بغيرها مِنَ المراحل، ومع ذلك ؛ تبقى المكتبة العربية تشكو مِنْ قلة المؤلفات التطبيقية التي تولي مرحلة التعليم المبكر الاهتمام النوعي الذي تستحقه، فتكاد تخلو مِنَ الكتب المتخصصة التي تتناول بدقة طبيعة هذه المرحلة، وأساليب تدريسها، وسبل حل مشكلاتها التعليمية والتربوية، ذلك أنَّ معظم ما يقع بين يدي القارئ، يتناول عموميات المرحلة، ويضعها في سياقٍ عامٍّ ذي صلة بالمراحل العمرية، أو مراحل التعليم بمستوياتها المختلفة، فتبقى الفجوة قائمة بين ما يرغب القارئ بإيجاده حول المرحلة، وبين ما هو موجود في بطون الكتب التربوية أو التعليمية، فيأتي هذا الكتاب ليقلل مِنْ تلك الفجوة مِنْ جانب؛ وَليَسدَّ النقص في المكتبة العربية في مجال تربية وتعليم صفوف هذه المرحلة مِنْ جانب آخر، ذلك أنَّ المكتبة العربية تكاد تخلو مِنَ المؤلفات التي تدمج بين تربية وتعليم التلاميذ في الصفوف الْمُبَكِّرَة، فجاء هذا الكتاب ليُسَلط الضوء على ماهيِّة هذه المرحلة، وأساليب تربيتها وتعليمها، فهو يعالج بطريقة مفيدة، مُخْتَصَرَة ومُبَسَّطة؛ المفاهيم المختلفة المتعلقة بالمرحلة، ويعالج مِنْ خلال تطبيقات مختارة، أساليب معالجة مشكلاتها التعليمية والتربوية. ولضمان تحقيق الفائدة المَرْجُوَّة، جاء هذا الكتاب ليكون بمثابة الدليل المختصر والمرشد البسيط للقارئ، سواء أكان معلماً أو طالباً جامعياً أو متدرباً، أو ولي أمر لطالب في مراحل تعليمه الأولى، فهو يتضمن إطاراً نظرياً وتطبيقياً مُبَسّطا في محتواه ومفرداته التربوية والتعليمية المتعلقة بمرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة؛ ولا يُشَكِّل الكتاب بديلا عن أدلة المعلمين الرسمية للمقررات الدراسية في مرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة ؛ بل هو داعم لها، من خلال محتواه النظري والتطبيقي في المجال التربوي والتعليمي الذي لا تتضمنه أدلة المعلمين في تدريس المواد والمقررات الدراسية. يَشْمَل الكتاب نماذج تطبيقية لقضايا تربوية وتعليمية، مختارة مِنْ واقع العمل والممارسات التربوية والتعليمية للمرحلة، تسهم في تقديم الدعم الإداري والفني للمعلمين أو الدارسين أو الآباء في مجال تربية وتعليم طلبة هذه المرحلة. يَتضَمَّن الكتاب مجموعة من الصور التعبيرية، التي جاءت منسجمة مع المحتوى التربوي أو التعليمي الذي اشتملت عليه مواقع تلك الصور من الكتاب، وهي تَحْمِل معاني ورسائل صامتة، إذْ جعل المؤلف لكل صورة عنواناً أو تعليقاً، يُشَكِّل توجيهاً ضمنياً للقارئ، لفهم ما وراء الصورة أو الرسم أو الشكل، حيث تمثل كل صورة، الخلاصة لفكرة، أراد المؤلف أنْ تصل إلى القارئ، ليستخلص العِبَر منها في تعامله مع الأطفال في مرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة، وقد أخِذَت بعض الصور الواردة في الكتاب من موقع جوجل (Google) الالكتروني للصور. يتناول هذا الكتاب في فصوله المختلفة مجموعة مِنَ المفاهيم الرئيسة الخاصة بمرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة، أو ما يُطلق عليها الصفوف الأولية أو الدنيا، فيركز ضمن هذه المفاهيم على الخصائص النمائية لتلاميذ هذه المرحلة، ويتناول تطبيقات نظرية وعملية في تعليم المعارف والمهارات والاتجاهات المتعلقة ببعض المقررات الدراسية لهذه المرحلة، مدعومة بتجارب ميدانية عايَشها المؤلف، أو شاهدها، وَشَهِدَ عليها وَرَصَدَها، وَوَضَعَها ضمن سيناريو يستطيع القارئ مِنْ خلاله تأمُّل الموقف، والخروج بنتائج يُمْكِن الاستفادة منها في مواقف مشابهة، وَيَوَدُّ المؤلف الإشارة ككاتب لسيناريو المواقف التربوية أو التعليمية الواردة في الكتاب، إلى أنَّ ما ورد مِنْ أسماء في تلك المواقف، لا يَمُتُّ بصِلةٍ لشخصٍ بعينهِ أو حادثة بعينها، إنما هي أسماء افتراضية لأحداث واقعية، اختارها الكاتب مِنْ خبرته الميدانية (معلم ومساعد لمدير مدرسة ومدير مدرسة ومشرف تربوي وقائم بأعمال مدير تربية وتعليم سابقا، وأستاذ جامعي ومشرف ميداني على التلاميذ المعلمين في وكالة الغوث الدولية سابقا، ومشرف عام على واحدة مِنَ المدارس الأهلية المرموقة في شرق المملكة العربية السعودية) مِنْ أجْل تسهيل مهمة عرض التطبيق والتحليل التربوي للمواقف المختلفة، كما حَرِصَ المؤلف على سرد معاني بعض المفاهيم والمصطلحات التربوية والتعليمية بأسلوب مُبَسَّط ومترجم إلى الانجليزية، ضمن السياق الذي ترد فيه من خلال وضعها بين قوسين، توفيراً على القارئ عناء البحث عن معنى المفهوم أو المصطلح الذي يطالعه. الصفوف الْمُبَكِّرَة، ماهيتها وتطبيقاتها التربوية والتعليمية، كتاب يتألف من تسعة فصول، جاءت مساوية لعمر تلاميذ هذه المرحلة، وتتناول مرحلة الصفوف الْمُبَكِّرَة مِنْ منظور علمي نظري، تتخلله جوانب تطبيقية متعددة،وَمُوَزَّعة على فصول الكتاب التي تحمل عناوين رئيسة تمثل هديا للقارئ في الوصول إلى المعلومة بسهولة، حيث يقتضي السياق الذي يَرِد فيه الموضوع، عرض بعض الأمثلة ذات الطابع الإجرائي أو التطبيقي.